الأدب العربي من أعرق الآداب العالمية. وقد ظهر قويا في
العصر الجاهلي ... وجاء الإسلام وانتشر من الصين شرقا إلى الأندلس غربا فازدهر
الأدب شعرا ونثرا في الأدب والبلاغة والفصاحة. وتنوّعت موضوعاته حتى بلغ القمّة في
العصر العبّاسي عندما اتّصل العرب بثقافات الفرس والهند واليونان, وظهر أثر ذلك في
ازدهار الشعر, وظهور الشعر القصصي. وخضوع القصيدة الشعريّة لشيئ من التطوّر في
بنائها, وأفكارها, وصورها, كما تطوّر النّثر في الأدب والثّقافة, وظهرت بواكير
القمّة عند ابن المقفع, وبديع الزمان الهمداني.
بطلت العصر الجاهلي على ما قبل ظهور الإسلام في الجزيرة
العربي بقرن ونصف, ويكتفي الباحثون في الأدب بهذه الحقبة الزمنيّة, وهي الحقبة
التي تكاملت للغة العربية منذ أوائلها وخصائصا, والتي جاءنا عنها الشعر الجاهلي.
من أجل ذلك نقف بالعصر الجاهلي عند مائة وخمسين عاما قبل الإسلام, وما وراء ذلك
يمكن تسميته بالجاهلية الأولى, وهو يخرج عن هذا العصر الذي ورثنا عنه الشعر
الجاهلي واللغة الجاهلي, وكلمة الجاهلية مشتقة من الجهل بمعنى السفل والغضب والحمق
وليست مشتقة من الجهل الذي هو ضد العلم.
يبدأ العصر الحديث مع مطلع القرن التاسع عشر ومع بداية
الحملة الفرنسيّة على مصر سنة 1213ه. وقد بدأت النهضة متدرجة بطبيعة الحال, فلم
يقفز الأدب ليصبح على الصورة التي نراها الآن, وإنّما ذلل يتخلّص تدريجا من مظاهر
الضعف التي غلبت عليه في العصرين المملوكي والتركي. وعوامل ازدهار الأدب في العصر
الحديث كثيرة متشعبة منها: التعليم, البحوث العلميّة إلى أوروبا, الترجمة,
الطباعة, المكتبات, الصحافة, الجماعة الأدبيّة والمجامع اللغويّة, المستشرقون,
المسرح, والإذاعة, ومع تعدد تلك العوامل وأهمّيّتها. فقد بدأت النّهضة الحديث
معتمدة على عاملين أساسين أولها الإتّصال بالتّراث العربيّ القديم وثانيها
الإتّصال بالخضارة الغريبة الحديه. وكان لهذه العوامل أثر كبير في أدبنا الحديث.
ففي النّثر تخلّص من قيود المحسّنات البديعيّة, ومال إلى السّهولة والوضوح
والإهتمام بالمعاني ودقّة التّعبير وترك الأدباء الأغراض القديمة. وجدت أنواع أخرى
كالقصّة والمسرحيّة والمقال.
وأمّا في الشعر كالنّثر ظهرت أغراض جديدة وفنون جديدة
وترك الشعراء بعض الأغراض القديمة.